تقُول أمي ..نحنُ جيل كان له الكتاب هو الرّفيق والمذياع هو الصديق لأنه مصدر أخبارهم في النهار ، ونديمهم في سهراتهم إذا ما جنّ اللّيل حتى تغفو عُيونهم ويغلبهم النُعاس ليمدوا أيديهم في آخر لحظات الصحو ويغلقوه ، ولا تكاد أيديهم تعود إلى مكانها إلاّ وقد غرقوا في نوم عميق ، نحن جيل عاصر الصُحف الورقية التي كانت سيّدة الإعلام بلا منازع ، تُوزع كل صباح في أروقة الحارات وتباع في المحال الصغيرة ، يتهافت الناس على شرائها لتنفد عند الظهر أو قبل ذلك ، كُنا نقرأ حتى ونحن نأكل أما الآن فالبطون امتلأت لكن العقول فارغة والأرواح خاوية ، نحنُ جيل لم يستطع نسيان جمال الماضي ، ولم يستطع خلق جمال حاضره القاسي ، كأننا عصافير تحوم في سماء اليوم ليلًا نهارًا.. حتى إذا ما أنهكها التعب واستراحت في أعشاشِ الأمسِ لحظات باغتها الحاضر وانقض عليها لتعود إلى التحليق ، ويا ليته ينتهي .❤️

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ