قصة مثل…. ( إن غداً لناظره قريب )المثل مأخوذ من بيت الشعر لـ(قراد بن أجدع الكلبي) ويقول فيه :فإن يك صدر هذا اليوم ولىفإنَّ غــداً لناظرهِ قــريـبٌوقصة المثل :أن الملك النعمان بن المنذر خرج يوما يتصيد على فرسه اليحموم …فطارد حمار وحش وشذ عن رفاقه وأمطرت عليه السماءفطلب ملجأ فجاء إلى بناء وجد فيه رجلا من طيء يقال له (حنظلة) ومعه امرأة له فذبح الطائي له شاة و أعد له خبزافأطعم النعمان ولم يكن يعرفه …فلما أصبح النعمان لبس ثيابه وركب فرسه ثم قال :يا أخا طيء اطلب ثوابك أنا النعمان !قال الطائي: أفعل إن شاء الله !ثم مضى النعمان ولحق بالخيل إلى الحيرة ومكث الطائي بعد ذلك زمانا حتى أصابته نكبة وجهد فقالت له امرأته : لو أتيت الملك لأحسن إليك !فذهب الطائي إلى الحيرة فوافق مجيئه يوم (بؤس النعمان) ونحن نعلم أن للنعمان يومان: يوم فرح يكرم فيه من يلقاه ويوم بؤس يقتل فيه من يلقاه… فلما رآه النعمان قال له : أفلا جئت غير هذا اليوم والله لو سنح لي في هذا اليوم ابني لم أجد بداً من قتله… فأنشد الرجل شعرا خاطب فيه جليس النعمان وكان يدعى شريك بن عمرو فقال: يا شريك يابن عمرو… هل من الموت محالهيا أخا كـل مصـــاب ٍ… يا أخا من لا أخــا لهيا أخا النـعمان فـك اليـوم ضيـفا قد أتى له فكان دون جدوى فقال له النعمان: اطلب حاجتك من الدنيا وسل ما بدا لك فإنك مقتول !قال: وما أصنع بالدنيا بعد نفسي وإن كان لابد فأجلني حتى أعود لأهلي فأوصي إليهم وأهيئ حالهم ثم أعود إليك !قال النعمان : أقم لي كفيلا على ذلك !فوثب إليه رجل من كلب يقال له قراد فقال للنعمان : هو علي فضمنه إياه !ثم أمر النعمان للطائي بخمسمئة ناقة فمضى بها الطائي إلى أهله وكان الأجل عاما من يومه ذلك إلى مثل ذاك اليوم …فلما حال على الطائي الحول وبقي من الأجل يوم قال النعمان لقراد :ما أراك إلا هالكا غدافقال قراد:فإن يك صدر هذا اليوم ولى .. فإن غدا لناظره قريبوبينما كان قراد يعد للقتل إذ ظهر لهم الطائيقال له النعمان : ما الذي حملك على الرجوع بعد إفلاتك من القتل؟قال الطائي: الوفاء !فعفا عنه النعمان وترك العمل بسنته السيئة في ذلك الحين . ” من روائع الادب”.

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ