
عودة المهاجر
واخيرا حان وقت العودة .
هكذا نطق سمير في نفسه لحظة استلام بطاقة الإقامة وأوراقه المعتمدة من داخل السفارة المغربية في العاصمة الإسبانية مدريد ، الان اصبح بإمكانه العودة إلى بلدته، لقد مرت سبع سنوات منذ وصل إلى هنا في طريق هجرة سرية.
بعد اسبوع كان سمير قد أنهى جميع إجراءاته داخل ميناء طنجة المتوسط لدى إدارة الجمارك.
على انغام موسيقى هادئة بصوت ام كلثوم انطلق سمير بسيارته محاولا الهروب من ازدحام المرور ، كان يقود بحذر وقد أصابته الدهشة من تهور بعض السائقين وخاصة أصحاب الدرجات الناريه . بعد ساعة من الزمان كان سمير يودع مدينة طنجة . وهو يعلم أن أمامه أزيد من عشر ساعات للوصول إلى قريته،
على مشارف مدخل مدينة القصر الصغير، لاحت أمامه لافتة لمحطة الاستراحة على مسافة قريبة ،خفف من سرعة السيارة أضاء إشارة تغيير الاتجاه، كان في استقباله حارس السيارات الذي أشار له بمكان فارغ لركن سيارته ، ابتسم له سمير وشكره على استقباله.
المحطة عبارة عن مقهى ومطعم يتوسط مساحات خضراء تنتشر عليها الكراسي، وكل طاولة عليها مظلة تقي الجالسين تحتها من أشعة الشمس، ويبدو أن المكان مملوء عن آخره، جال سمير بعينه حول المكان باحثاً عن طاولة شاغرة، لحسن حظه كانت عائلة تتكون من ثلاثة أشخاص انهو طعامهم وهموا بمغادرة المكان ، أشار له النادل أن يجلس ، نظف النادل الطاولة واخذَ سمير يتصفح المكان حوله ، غير بعيد عنه مكان مخصص لالعاب الاطفال . وفي الجانب الآخر مَسبح، وغير بعيد سمع صوت الموسيقى يأتي من إحدى القاعات يبدو أنها قاعة الألعاب، وفي الجهة المقبلة محطة بنزين.
شرد سمير شيئا ما لو لا صوت النادل الذي اعاده ، مرحبا سيدي عطلة سعيدة وسفر ممتع ، رد سمير مرحبا شكرا لك ، واردف هل لي بقائمة الطعام ، نعم تفظل سيدي، حدد طبق من سمك السلمون المشوي والصلصة ومشروب غازي . بعد ربع ساعة كان الطعام أمام سمير على الطاولة . شرع في تناوله بتلذذ بمذاق اشتهاه منذ زمان بعيد، بعد فترة أنهى طعامه واحس أنه اخد ما يكفي من الاستراحة، لوح إلى النادل بيده ، نعم سيدي هل من خدمة ، رد سمير الحساب من فظلك ، حاضر سيدي ،
ودع سمير محطة الاستراحة وهو يعطي اكرمية لحارس السيارات الذي ودعه بابتسامة قائلا (الله ايوصلك بخير اخويا) ، في الطريق
لا يفكر في شيء سوى أن يصل إلى قريته إلى حضن أمه التي لم يرها منذ سبع سنوات، شعر بخنجر الندم يغرس في صدره حين تذكر أنه لم يسمع عنها أي شئ ولم يسأل عنها مذ غادر بيته ، لقد صادف أن شاهد أبناء بلدته في المهجر وكان بإمكانه أن يسألهم عن احول أمه تذكر أنه لم يتواصل مع مع أحد ، أصدقائه ، تذكر أخته الصغرة تخيل كيف اصبحت الان بلا شك قد أصبحت شابة قد بلغت العشرين من عمرها ،
. في مدخل القرية لمح تلك الشجرة جانب الوادي ، نعم انها هي لم تتغير رغم موجة الجفاف التي طالت المنطقة وفقدت القرية بريقها بعد ان غابت تلك المساحات الخضراء من حولها، عادت إليه ذكرياته مع حبيبته السابقة، كم من وعود وكم من احلام تم بناؤها تحت تلك الشجرة ، عادت اليه ذاكرته الى سنوات مضت .
هو يعلم انها تزوجت ولا يعلم اي شيء اخر ، ترى كيف حالها ، هل هي سعيدة هل يحترمها زوجها ويقدرها يجيب أن يفعل ذالك، لانها طيبة القلب ودودة ومتسامحة مع الجميع ،
تذكر اخر لقاء بينهما ، تذكر اخر كلمات نطقتها . (سمير) كل ما كنت اتمناه هو ان نكون معا لكن كما تعلم انني فتاة من عائلة صريمة متشددة بالتقاليد ، اسف حبيبي لقد تم الاتفاق على زواجي بابن عمي دون ان استشارتي حتى … واجهشت بالبكاء قبل أن تنهي المكالمة .اما سمير وقف مشدوها ولم ينبت ببنت شفة ، هل صحيح ما سمعه لتوه لا لا لا هذا كذب كيف يفعلون بنا هذا ساتصل بها لاتاكد انها كانت تمزح ، ركب رقم….. تم لا يوجد اي مشترك في الرقم الذي تطلبونه . نعم انه المجيب الالي.
لماذا يارب؟……..
خربشاتstar
صورة تعبيريه
