—
### ثقافة العجول: عواقب غياب الإبداع والتفكير النقدي
تُعتبر الثقافات التربوية والإبداعية أساس تشكيل الشخصيات واحتضان الأفكار الجديدة. ومع ذلك، هناك مقولة شائعة تقول: “ثقافة العجول لا تنتج سوى العجول”، التي تصف نمط التعليم والتفكير الذي يعزز التقليد على حساب الابتكار.
#### مفهوم “ثقافة العجول”
تشير “ثقافة العجول” إلى نظام تعليمي يفتقر إلى التجديد والابتكار، حيث يركز على تكرار المعلومات دون تفاعل حقيقي أو تفكير عميق. في مثل هذه الأنظمة، يُطلب من الطلاب حفظ المعلومات واسترجاعها، دون تشجيعهم على طرح الأسئلة أو التفكير النقدي.
#### عواقب ثقافة العجول
1. **غياب الابتكار**: الأفراد الذين يتعلمون في بيئة تركز على القواعد الثابتة لا يكتسبون مهارات التفكير النقدي المطلوبة لحل المشكلات المعقدة.
**مثال**: العديد من نظام التعليم في بعض الدول العربية يعتمد على التعليم التقليدي، حيث يُطلب من الطلاب حفظ المناهج دون فهم أعمق. وبالتالي، نجد قلة من رواد الأعمال أو المبتكرين في المجالات التكنولوجية.
2. **استمرارية الفشل**: إذا استمر هذا النمط، سيستمر الأفراد في إنتاج أفكار وممارسات قديمة وغير فاعلة.
**مثال**: الكثير من الشركات في مناطق معينة تستمر في استخدام تقنيات قديمة، مثل عدم استخدام التسويق الرقمي، مما يؤثر سلبًا على منافستها في السوق. نظرًا لعدم قدرتها على التكيف مع التغيرات، تفشل هذه الشركات في جذب الزبائن الجدد.
3. **عدم القدرة على التكيف**: في عالم سريع التغير، القدرة على التكيف هي مفتاح النجاح.
**مثال**: خلال جائحة COVID-19، كانت الشركات التي اعتمدت على أساليب تقليدية أكثر عرضة للإفلاس. على العكس، كانت الشركات القادرة على التحول الرقمي، مثل تطبيقات التوصيل والأسواق الإلكترونية، أكثر نجاحًا في التكيف مع الظروف الجديدة.
#### الحاجة إلى التحول
للتغلب على هذا الواقع، تحتاج الأنظمة التعليمية إلى تحوّل شامل. من المهم:
– **تشجيع التفكير النقدي**: يجب أن تُدرّس المواد بطرق تثير الفضول وتحث على المناقشة.
**مثال**: بعض الأنظمة التعليمية في الدنمارك تعتمد على التعلم القائم على المشاريع، حيث يُطلب من الطلاب العمل في مجموعات لحل قضايا حقيقية، مما يعزز من مهاراتهم التحليلية.
– **توفير بيئة آمنة للتجربة**: يجب تشجيع الطلاب على تجربة الأفكار الجديدة.
**مثال**: الشركات الناشئة في وادي السيليكون تعتمد على ثقافة “الفشل السريع”، حيث يُنظر إلى الأخطاء كفرص للتعلم، مما يشجع على الابتكار والمخاطرة.
– **تقدير الإبداع**: يتطلب الأمر تقديراً حقيقيًا للإبداع.
**مثال**: المؤسسات التعليمية مثل “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” (MIT) تعتمد على مناهج تشجع على البحث والتطوير، وقد نتج عنها ابتكارات مشهورة مثل “الذكاء الاصطناعي” والتكنولوجيا الحيوية.
#### خلاصة
إن الانتقال من ثقافة العجول إلى بيئة تعليمية تدعم الابتكار والتفكير النقدي لن يتطلب فقط تغييرات في المناهج، بل سيحتاج أيضًا إلى تحولات في طريقة تفكير المجتمع بشكل عام. فقط من خلال الاستثمار في الإبداع والتفكير النقدي، يمكننا أن نكون قادرين على إنتاج أفراد يساهمون في بناء مستقبل أفضل.
