# ما هو آخر شيء فعلته للمتعة أو المرح؟
**تأملات في غياب اللعب: رحلة لاستعادة الخفة**
منذ فترة ليست بالقصيرة، لم أقم بأي نشاط purely من أجل المتعة أو الاسترخاء. بين ديسمبر الماضي وهذا الشهر، شعرت بأن المساحة المخصصة للعب والحيوية قد انزوت بهدوء بعيدًا عني. الأمر لم يحدث فجأة، بل كان نتيجة لتراكم المشاغل والالتزامات اليومية التي جعلتني أتجاهل الحاجة إلى الفرح واللعب.
## أهمية التفكير في اللعب
في بداية كل ديسمبر، أجد نفسي أمام سؤال يطرحه ووردبريس سنويًا: ماذا فعلت آخر مرة من أجل المرح؟ وللأسف، لم أستطع الإجابة في هذا العام. لم يكن ذلك بسبب ضغوط الحياة أو انخفاض مستوى المرونة النفسية، بل كان بسبب انشغالي بالأشياء الضرورية التي طغت على فرصة الاستمتاع.
هذا الغياب عن لحظات المرح شعور غريب. ليس لأنني محاط بالعمل أو الأعباء، بل لأنني سمحت لنفسي بالاستغراق في الروتين اليومي، حيث امتلأت الأيام بالمهام التي لا نهاية لها والشعور بالمسؤولية. وفجأة، شعرت أن اللعب قد تلاشى تدريجيًا.
## البحث عن الفرح في التفاصيل الصغيرة
ربما لم نعد نتذكر كيف نلعب، أو ما يجلب لنا الفرح. لا أستطيع أن أنكر أنني كنت في السابق أستمتع بلحظات بسيطة، كتناول وجبة مع الأصدقاء أو رؤية الأفلام المفضلة. ولكن الأمر يبدو مختلفًا هذا العام. قد يكون بسبب ضغوطات الحياة المتزايدة، أو بسبب الانغماس في المسؤوليات التي تجعلنا نشعر أن وقت اللعب هو نوع من الكمال الذي لا نستحقه.
هناك فكرة تتعلق بالراشدين، وهي أننا في مرحلة معينة نتوقف عن البحث عن المتعة، ونبدأ بالاعتقاد بأن المرح هو شيء يجب كسبه أو أنه يأتي بعد إنجاز ذلك العرض أو تحقيق ذلك الهدف. وفي الحقيقة، هذا الاعتقاد يؤدي إلى تآكل دوافعنا للاستمتاع بالحياة.
## إعادة تقييم الأولويات
فقدتٌ تواصلًا مع ما أعتبره لعبًا. لم يعد لدي وقت لتذكر ما كان يثير سعادتي، أو حتى لاستكشاف أشياء جديدة فقط من أجل المتعة. كل شيء أصبح أكثر منهجية وتقييدًا. وهذا يقودني للتفكير في كيفية إعادة التركيز على تلك اللحظات من الخفة.
قد يكون من المفيد أن أسأل نفسي: ماذا سأفعل إذا لم تكن هناك أي مسؤوليات تنتظرني؟ ماذا سيجعلني أشعر بالسعادة في هذه اللحظة؟ هذه الأسئلة قد تكون بداية لاستعادة ما فقدته.
## استعادة روح اللعب
إحدى الطرق لاستعادة روح اللعب هي أن ألتزم بجدول زمني منفصل للتسلية، تمامًا كما نفعل مع الاجتماعات والمواعيد الأخرى. يجب أن أخصص وقتًا بعيدًا عن مسؤولياتي للأشياء التي أحب القيام بها. ربما يمكنني أن أبدأ بالبحث عن أنشطة كنت أستمتع بها سابقًا مثل الرسم أو الكتابة أو حتى ممارسة الرياضة.
كما أن دعوة الأصدقاء للمشاركة في الأنشطة المسلية قد تعيد לי روح اللحظات الممتعة. غالبًا ما يكون اللعب مع الآخرين هو ما يجعل للحظات أهمية أكبر، حيث نشارك الضحك والمرح سويًا.
## خاتمة: البحث عن الفرح مجددًا
في النهاية، يجب أن أكون صادقًا مع نفسي بشأن الغياب عن تجارب المتعة واللعب. إن سنوات من الانغماس في المسؤوليات قد تجعلني أنسى وأتجاهل الحاجة العابرة للفكاهة واللعب. فقط من خلال الاعتراف بهذا الغياب يمكنني البدء في استعادة تلك اللحظات الصغيرة من الفرح.
ما هو آخر شيء فعلته من أجل اللعب؟ قد لا أستطيع الإجابة بسهولة، ولكن الانغماس في التفكير بهذا السؤال هو الخطوة الأولى نحو العودة لتلك التجارب التي تعيد لي البهجة.
الأسئلة ليست نهاية، بل بداية لاستكشاف ما يجلب السعادة في حياتي. فلنعطِ لأنفسنا الإذن للعب مجددًا.
